نظرت إليه . ... لم يكن هو .... ليس من تعرفه و تعودت أن تلقاه . في لقاءها هذا كان غريب عليها هذا الشخص فهو ليس من أحبه قلبها و من تتنفس عشقه و يجرى مع دمها هواه
لهفة لم تعد موجودة رغم طول مدة - عنها – بُعده .... ذبول طال عيناه وتلعثم لم يُخرج كلماته من فاه وتسارع أنفاسه شتت من حولها الهواء
شيء حدث في تلك الفترة الماضية وهى تجهله
ولكنها عرفت ماذا أصابه . حين قالها لها .... وصار يجر بعدها بعيداً عنها خطاه
(( افترقنا .... وهذا آخر طريق لنا معاً في تلك الحياة فقد تعبت المضي و قد تعب القلب وأنا بعيد عنكِ من المناجاة ))
صاعقة قد حلت عليها ولم تعرف ماذا صارت أكانت الجانية أم كان هو علي قلبها من الجناة
لم تعرف في تلك اللحظة ماذا تفعل . اتجري وراءه أم تدفن في قلبها حب و تحكم على قلب في يوم ما سكن قلبها و لكنه رفض لها الحياة
كبريائها كإمراه منعها من أن تلحق هذا الرجل و تطلب منه عفوه ورضاه
ولكن حبه هز قلبها و دفع في أطرافها الدماء فانتفضت تجري تتبع أثر خطاه .... تتلف حولها ... هنا .... وهنا ... وهنا .... وهناك
أين هو فهي تائهة بعد أن تركها وحدها في تلك الحياة وصار الظلام يعم علي كونها فلم تستطع أن تبصر من حولها عاشقها فأين هو وأين خطاه ؟؟؟
لمحت خياله يخطو ناحية الجبل . تذكرت يوم أول لقاء جمع بها صاح في داخلها قلبها (( يُحبني ويعلم أني أهواه .... تركني وذهب لمكان تسكنه روحي )))
تتبعت وحاولت أن تدقق بنظرها .. أيقنت أنه هو عرفه قلبها قبل أن تتحقق منها عيناها تركت قدماها عقلها يفكر وأسرعت تلحقه و راحت تجرى رغم الذعر ... رغم الجرح ... رغم الدمع ... رغم الحزن ..... ورآه
تتابعت بين قدماها الخطوات . صعدت الجبل نظرت إلي صخرة كانت عليها مجلسهم . كانت تلك الصخرة هي سبب جمعتهم . يجلس وتلك السيجارة لم تفارق فمه فما يلبث أن ينتهي منها حتى يشعل واحدة أخرى ثارت نفسها منه فقد وعدها أن يكون حبها هو شهيقه و زفيرها بدل مما يحرقه من دخان يحرقها وهي تسكن قلبه
اقتربت منه وجلست بجانبه حاولت أن تشعر بالدفء بعد صقيع جمدها في لحظات فائتة من قوله بأنه سيتركها . نامت بين ذراعيه حاولت أن تجد في قلبه بعد ضياعها موطنها . حاولت أن تغرق في عيناه لعلها تبصر نور بعد ظلام كاد يعم بدونه على كونها
نظرت إلي عيناه وتمالكها صوت دقات قلبه و دفء ذراعاه وتذكرت أيام معاً وذكريات ............ وذكريات ........... وذكريات
وقفت ومسكت يده أرادت أن تخطو معه . أن تُشعره أن الكون معها هو الحياة
أخذته بين عشب وزهور و صبار وحصى ورمل يخطوان
أخذته على حافة الجبل و فرشت له وشاحها و جعلته يجلس و هي تنام بين يداه
أرادت أن تجعل القدر ينظر اليهما معاً رغم قرار منه كاد أن يُنهي لها الحياة
أرادت أن ينظرهما القمر و هو بدر عله يسجل تلك اللحظة في سجل سماه
صمتت كل ذاك الوقت وهي تشعر بالراحة وهي معه
تستشعر أنفاسه في شهيقه ومنه بعض الزفرات
وتحدث نفسها أنها تسمع نداء أسمها في قلبه في كل نبضه من النبضات
جلست معه طول الليل
وتمنت أن يقف الوقت عند تلك اللحظة ولا يأتي بعد هذا الليل نهار
ولكن
بدأ الفجر يبعث علي الكون ضياءه وصارت تستيقظ من حولها بعد الطيور والأزهار
نظرت جانبها ........... لم تجده
تلفتت حولها .... لا أثر له ولا لخطاه
كيف وقد كان بجانها طيلة تلك الليلة وهي تمكث بين ذراعاه !!!
وقفت وهي تجمع أشلائها
تحسست وجهها ... فلم تشعر إلا بدموع قد غطت ذاك الوجه بما عليه
و صقيع أختزل الدفء من هذا القلب بداخلها
تتبعت تلك الخطوات علي الأرض . لاحظت كانت خطوات - فقط – لقدميها
أين كان ... ومتي من هنا رحل
ذعرت نفسها وتذكرت أنه كان قد تركها و لم يبك وهو يرحل عنها . تعب من حياته معها فكان سهل عليه وداعها
وحين صَعُب عليها الأمر خيلت إليها نفسها تواجدها معه وأنه إليها قد عاد
وقفت عند حافة ذلك الجبل وهو كان أول مكان للقاءها به وأمسى آخر مكان كان قد جمعها معه حتى ولو في خيالها ونظرت إلي الهاوية
شعرت بأنها ليست هي من تقف علي تلك الحافة من الهاوية
ولكن قلبها هو الذي على تلك الحافة ينبض بآخر نبضات مسموح له أن تسكنه
وأيقنت انه ما هي إلا ثوان وسيتركها قلبها ويمضي يفارقها كما فارقتها من قبله - معه - روحها
و في انكسار و خوف من اليوم وغداً جرت خطاها لتودع حب فعلاً كانت تعشقه وتُكمل ما يطلقون عليها غيرها حياة
مضت تاركه قلبها خلفها
قلب على حافة الهاوية
قصة لامست قلبي
