[center]
اقدم لكم مجهود بعض الابيات من الشعر الفصيح عن الحب والغزل
اتمنى ان ترتقي لمستوي ذوقكم
اختكم نور الهدى
الحب في الشعر العربي الفصيح
كان الشعر للفخر ,ثم تحول إلى الحب وهذا بفضل المجنون وجميل بثينه وغيرهم من العشاق.
وهنا نركز على الحب في الشعر العربي الفصيح أبيات او بيتين او أكثر منفردة تخرج من قصائد طويلة وكأنها قصيدة بأكملها، هذه الأبيات تنطبع بالوجدان الشعبي النابض بالحياة في كل زمان ومكان،
وهنا قبل ان تكون قصيدة يكون بيت الشعر.وكأن هذا البيت كافي(ن) يسكن ويستوطن الفكرة.
إلا ان البيت الواحد بقي هو المأثور بين محبي الشعر العربي ، وهذا الاهتمام يكمن في البلاغة والإيجاز
ومن روعة هذه الأبيات عندما تمر عليك وتنشدها طرباً وكأنها لأول تمر عليك.
هنا في كل اللغات الإيجاز مطلوب وهو يكون كالحسام المهند في المعارك، هذا الإيجازي يجسد الفكرة في المواقف ،كالحب والفخر والهجاء ،ولكن مجمل حديثنا يتركز حول الحب و الذهول من روعة الجمال ، التي تحتاج الى حسم الموقف ، ومن هنا يخرج العاشق ببيت او قصيدة بأكملها وكأنه كان مغيب عن الحياة .
هنا نتطرق الى العشق بين الرجل والمرأه او كما يحلو لمن يصفه باللغز الجميل الساحر
و اللغز الجميل الساحر يفتننا سحره ، ويختلجنا جماله فنتبعه مرغمين دون أن نستطيع
له حلا،هذا السحر او اللغز الجميل هو الذي سنستمتع به ونستمع اليه ونشتاق له ، ونطمح ليه وننتظره ونود حضوره ونرحب به ونقبل كل ما به من صعاب
وهنا من الضروري ان تفتخر المرأه بهذا لانها موطن الحديث والحب والعشق الحقيقي
ويحق لها ان تزهُ وتنتشي طرباً لانها استطاعت ان تكسب قلب الرجل من باقي اعضاء جسمه
انها الانثى الجميله بل انه القلب الاعمي الذي عندما يحب لا يرى الا كل شي جميل ويغض الطرف عمن سواه
الرجل مجنون عندما يحب ،ولكن يعذر المحب في جنونه لانه يحب الجمال ،
وأنا شخصياً مفتون بالشعر العربي الفصيح ومن هنا أضع بين أيديكم هذه الابيات التي اخترتها بعناية فائقة لكي ترقى لذوق مرتادي الأدبي
هنا نستعرض بعض هذه الأبيات
لن أركز على شاعر بعينه ومن المفترض ان يكون المحور حول المجنون الذي قال بالحب ما لم يقال ، حتى كنا نتصور الشعر العربي هو شعر العزل فقط ،
لعل بدايتنا مع ابن الفارض تكون قويه بعض الشيء لانه في قصيدته( جوركم علي عدلُ ) انغمس بالحب الى النخاع ،هنا يمثل دور الحب وتقمص الدور حتى قلنا انه تنفس عصرنا الان وكأنهُ عاش معنا في هذا العصر ويقدم النصح والارشاد في الحب ، نعم عش كما يقول بن الفارض بالحب او لا تحب ،لان الحب هو كما يقول والا فلا
يقول ابن الفارض
هو الحب فاسلم بالحشا مالهوى سهلُ
فما اختاره مضنـى به،ولـه عقـلُ
وعش خالياً ، فالحب راحتـه عنـا
ًوأولـهُ سـقـمً واخــرهُ قـتـلُ
ولكن الدي المـوت فيـه، صبابـةً
حياةٌ لمن أهوى، علي بها الفضـلُ
نصحتك علماً بالهوى ،والـذي أرى
مخالفتي ،فاختر لنفسِكَ مـا يخلـو
فإن شئتَ ان تحيا سعيداً، فمت بـه
شهيـداً ،وإلا فالغـرامُ لـه أهـلُ
فمن لم يمت في حبهُ لم يعـش بـه
ودون اجنتاءِ النحلِ ما جنتِ النحـلُ
وقل لقتيـل الحـبَ، وفيـتَ حقـهُ
وللمدعي : هيهات ما الكحلُ الكحلُ
تبـاً لقومـي ،إذ رأونـي متيـمـاً
وقالوا: بمن هذا الفتي مسهُ الخبـلُ
الى ان قال
جرى حبها مجرى دمي في مفاصلي
فاصبح لي،عن كل شغلِ،بها شغـلُ
وفرغت قلبي عن وجودي مخلصـاً
لعلي في شغلـي بها،معهـا أخلـوا
.
هذا هو الحب والا فلا من لم يحب مثل هذا الشاعر فعليه ان يكف عن الحب ، لان للغرام أهلُ
.
وننتقل الى المبدع الاخر عمر بن ابي ربيعه الذي نشاء نشاة مترفة،وكان وسيماً فتوافرت له بذلك شاعريته ألوجهه التي اتجهها فالغنى والوسامه يغريان الشاعر بطلب الجمال والحياة اللاهية.
يقول عمر بن ابي ربيعه في إحدى أجمل قصائده الغزلية .
أُلامُ على حُبي ، وكأنـى سننتـهُ
وقد سُن هذا لحبُّ من قَبلِ جُرهُـم
فقلت: اسمعي ، يا هندُ، ثم تفهمي
مقالـةَ محـزونٍ بحُبِّـكِ مٌغـرمِ
لقد مات سرى واستقامت مودتـي
ولم ينشرح بالقولِ يا حبي فمـي
فإن تقتلي في غير ذنبٍ،أقل لكـم
مقالـةَ مظلـومٍ مشـوقٍ متـيـمِ
هنياً لكم قتلي ، وصفـو مودتـي
فقد سط من لحمى هواك ومن مديِ
الله ما أعذب الحب على الطريقة ألربيعيه عمر بن ربيعه مر بتجربة حب غير طبيعيه ولكنه يقولون انه تاب ومات شهيد في احد الغزوات..
ثم ننتقل الى الشاعر جرير
الله يا جرير
اشتهر بالهجاء والمدح اكثر من الغزل ولكنه قال قصيدة العصماء التي تعد من اغزل واجزل عيون الشعر العربي الفصيح عندما قال
يقول جرير
لقد كتمت الهوى حتـى تهيّمنـي
لا أستطيعُ لهـذا الحُـبِّ كتمانـا
لا بارك الله بالدنيـا اذا انقطعـت
أسباب دنياك من أسبـاب دنيانـا
أبـدل الليـل لا تـرى كواكبـهُ
أم طال حتى حسبت النجم حيرانا
إن العيون التي في طرفها حـور
قتلننـا ثـم لـم يحييـن قتلانـا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
وهن اضعـف خلـق الله أركانـا
جرير شاعر فحل اشتهر بمصارعة الفرزدق ، لو تفرغ هذا الشاعر للغزل لانضم مقطوعات ونوتات الحب الخالد الحقيقي ، ولكن انشغل بالفرزدق عن الغزل سامح الله الفرزدق
انا بعتقادي لو تفرغ للغزل لتفوق على كل شعراء الغزل في عصره .
.
ثم ننتقل الى جميل بثينه الذي صار مضرب مثال بين العشاق
وهو شاعر اموي ، جميل بن معمر، ولقب بجميل بثينه، وبثينه هي ابنت عمه احبها حب جما
يقول جميل بثينه:
اذا خطر ت من ذكر بثنة خطـرة
عصتني شؤون العين فانهل ماوهـا
فإن لم ازرها عادني الشوق والهوى
وعاود قلبـي مـن بثينـة داؤهـا
وكيف بنفس أنت هيجـت سقمهـا
ويمنـع منهـا يابثيـن شفـاؤهـا
فأحيي ، هداك الله نفسـاً مريضـةً
طويـلاً بكـم تهيامهـا وعناؤهـا
.
جميل بثينه عندما تقرأ قصائده تحس وكأنك تعيش بعصره وكأنك تطالع بثينه معه
أصلي فأبكي في الصلاةِ لذِكرِها
لي الويلُ مما يكتُـبُ المَلَكـانِ
ضَمِنتُ لها أن لا أهيمَ بغيرِهـا
وقد وثِقَت منّي بغيـرِ ضمـانِ
وألثم فاها كي تزولَ حرارتـي
فيشتدّ ما ألقـى مـن الهيمـانِ
.
عندما نتطرق للبهاء زهير يجب التركيز لان البهاء زهير يستحق ذلك
البهاء زهير :
هو زهير بن محمد علي المهلبي العتكي شعره رقيق اعجب به العامه قبل الخاصة
ونختار البديع من شعره هذه الابيات التي تغنى بها الكثير من المطربين وخصوصاً الكويتين والبحرينين عندما قال
دع الوشاة وما قالوا ومـا نقلـو
ابينـي وبينكـم مـا سينفـصـلُ
لكم سرائـر فـي قلبـي مخبـأةٌ
لا الكتب تنفعني فيها ولا الرُسـلُ
رسائل الشوق عندي لو بعثت بها
إليكم لم تسعها الطـرق والسبـلُ
واستلـذُ نسيمهـا مـن دياركـمُ
كأن أنفاسهُ مـن نشركـم قبـلُ
وارحمتاهُ لصـب قـل ناصـرهُ
فيكم وضاق عليه السهل والجبـلُ
يزداد شعري حسناً حين أذكركـم
إن المليحة فيها يحسـن الغـزلُ
يا غائبين وفي قلبـي أشاهدهـم
وكلما انفصلوا عن ناظري اتصلوا
لولم يقل اذا هذه القصيدة قلنا انه مغازلجي نمره واحد
وننتقل الى ابو صخر الهذلي عندما احب قلبه وعندها تمنى ان ينقطع عن الناس ليس عنده الا هي على رمثةٍ في البحر
الله على التمني كأنه يقول للحساد اشرب من البحر ، ولن تنل مني وحبيبتي
يقول انه يحب الحياة اذا كانت حبيبته معه ويتمنى الموت اذا حبيبته رحلت عن الحياة
نعم هذا هو الحب الحقيقي .
عندما قال :
تمنيـت مـن حبـي عليـة أننـا
على رمث في البحر ، ليس لنا وفر
على دائم لا يعبـر الفلـك موحـه
ومن دوننا الأهوال واللجج والخضر
فنقضي هم النفس في غيـر رقبـةٍ
ويغرق من تخشى نميمتـه البحـر
ويا حبها زدني جـوى كـل ليلـة
ويا سلوة الأيام موعـدك الحشـر
فيا حبذا الأحياء مـا دمـت فيهـم
ويا حبذا الأموات ما ضمك القبـر
ثم نرجع الى جميل بثينه الذي حول الشعر العربي من الفخر والهجاء الى الحب تحويل جذري
وهو يتوجد ويطلب من حبيبته ان ترجع بعض عقله الذي سكنها ، وكأنه من سلم عقله لها وهذا التسليم ينصب في التفكير الدائم بها وحتى انه فرغ عقله من غيرها وكأنه يقول لعنبو دراك ردي عقلي على شوي ،
يقول جميل الغزل .
خليلي ،ما ألقى مـن الوجـد باطـنٌ
ودمعي ، بما أخفـي الغـداة، شهيـد
.
إذا قلـت :مابـي يـا بثينـة قاتلـي
من الحب، قالـت : ثابـتٌ ويزيـد
وإن قلت: ردي بعض عقلي أعش به!
تولـت وقالـت : ذاك منـك بعيـد
فلا أنا مـردود بمـا جئـت طالبـاً
ولا حبهـا فيـمـا يبـيـد يبـيـد
.
يمـوت الهـوى منـي إذا مالقيتهـا
ويحـيـا إذا فارقتـهـا فـيـعـود
وافنيت عمري بأنتظـاري وعهدهـا
وابليـت فيهـا الدهـر وهوجـديـد
.
علقت بالهوى منها وليداً ، فلم يـزلا
لـى اليـوم ينمـي حبهـا ويزيـد
فمـا ذكـر الخـلان إلا ذكرتـهـا
ولا البخل إلا قلـت سـوف تجـود!
الله الله
يثبت جميل بثينه ان العشاق اوفا من العاشقات في كل الظروف ، وهنا نعلنها صراحتاً ايته المحبوبات ان المحب عندما يعشق يعشق كل الكل وليسا بعض الكل
يعشق الحبيبه بكل صفاتها والجميله والغير جميله ، بكل مميزاتها الحسنه والغير حسنه
وليسا مثل المحبوبه التي تعشق لغايه وهدف وعندما يتوفر هذا البديل ترحل من غير رجعه.
نعم ترحل ، ولكن المحبوب عنده جبروت في الحب لانه يستطيع النسيان والهجر
يقول أبو صخره الهذلي في الهجر
هجرتك حتى قيل لا يعرف الهوى
ورزتك حتى قيل: ليس له صبـر
صدقت أنا الصب المصاب الذي به
تباريح حب خامر القلب ، أو سحر
وننتقل االى بل نرجع الى زعيم الغزليين في الادب العربي في العصر الاموي: انه عمر بن ابي ربيعة وهناك من يقول انه زعيم الغزليين في الادب العربي كله
يقول عمر بن ابي ربيعة
ليت هنـداً أنجزتنـا ماتعـد
وشفـت أنفسنـا ممـا تجـدْ
واستبـدت مـرةً، واحــدةً
انما العاجـزُ مـن لا يستبـدّ
غـادةٌ يفتـرُ عـن مبسمهـا
حين تجلوه ، أقاح، أو بـرد
ولها عينـان فـي طرفيهمـا
حورُ منها ،وفي الجيد غيـدْ
طفلـة بــاردة القـيـظ إذا
معمعان الصيف أضحى يتقـدْ
ولقد أذكـرُ ،اذ قلـت لهـا،
ودموعي فوق خـدي تطـرد
قلت:من أنت؟فقالت :أنا من؟
شفـه الوجد،وابـلاه الكمـد
نحن اهل الخيف من اهل منى
مـا لمقتـول ،قتلنـاه ،قـود
قلـت: أهلاً!أنـتـم بغيـنـا
فتسمين ؟فقالـت :أنـا هنـد
انما خُبل قلبـي ، فاحتـوى
صعدةً،فـي سابري،تـطـرد
حدثونـي أنهـا لـي نفثـت
عُقداً، يا حبـذا تلـك العُقـد!
كلما قلـت: متـى ميعادنـا
ضحكت هند وقالت: بعد غد!
الله ما احلى التأجيل في اللقاء هنا ألمتعه وهند هي ألمتعه ، اللقيا من الممكن ان تولد الفُرقه
اذا ما احلى التأجيل والانتظار نار
بعدها ننتقل الى الإمام الشافعي صاحب مذهب ،
وانا شخصياً اشك في هذا البيت الذي نسب اليه لانه منذ نشأ..كان طالب علم وادب
يقول الامام الشافعي
,
مرض الحبيـب فعدتـه
فمرضت من حذري عليه
فأتي الحبيـب يعودنـي
فبرئت من نظري إليـه
,
,
ننتقل الى من يصفه المؤرخين ويتهمونه بالمجون والخروج عن الادب العام.
انه الشاعر العباسي :بشار بن برد
لم يكن في كل أحواله هكذا .فله في الغزل العفيف الطاهر ما يتباهى به امام كل الشعراء والعذريين وله من دقة الوصف،
وهو الاعمي،ما يجعلهم ينسحبون من أمامه احتراماً وإجلالاً لموهبتيه الفذة وهذه إحدى قصائده في (عبيدة) التي فطرت قلبه إلى نصفين كما يقول ساوردها كامله احتراماً لهذا الشاعر الفحل
كم احب هذا الشاعر وشعره .
يقول بشار بن برد
الا حي ذا البيت الذي لست ناظـراً
إلى أهله إلا بكيـت إلـى صحبـي
أزور سواه والهـوى عنـدي اهلـه
إذا ما استخفتني تباريح مـن حبـي
وإن نال مني الشوق واجهت بابهـا
بانسان عين ما يفيق مـن السكـب
كما ينظر الصـادي أطـال بمنهـل
فحلاة الـوراد عـن بـاردٍ عـذب
تصد إذا ما الناس كانـت عيونهـم
علينا وكنـا للمشيريـن كالنصـب
على مضمر بين الحشا من حديثنـا
مخافة أن تسعى بنا جـارة الجنـب
وما ذنـب مقـدورٍ عليـه شقـاؤه
من الحب عند الله في سابق الكتـب
لقد أعجبـت نفسـي بهـا فتبدلـت
فيا جهد نفسي قادها للشقـا عجبـي
وإنـي لأخشـى أن تقـود منيتـي
مودتها ،والخطب ينمي إلى الخطب
إذا قلت يصفو من (عبيدة) مشـرب
لحران صاد كررت في غد شربـي
وقد كنت ذا لب صحيح فاصبحـت
(عبيدة) بالهجران قد أمرضت لبـي
ولست بأحيى من "جميل بن معـرم"
و"عروة" إن لم يشف من حبها ربي
تعُـدُّ قليـلاً مالقيـت مـن الهـوى
وحبي بما لاقيت من حبهـا حسبـي
إذا علمـت شوقـي إلهـا تثاقلـت
تثاقل أخرى بان من شعبها شعبـي
فلو كان لي ذنـب إليهـا عذرتهـا
بهجري،ولكن قلّ في حبهـا ذنبـي
وقد منعـت منـي زيارتهـا التـي
إذا كربت نفسي شفيت بهـا كربـي
فأصبحت مشتاقـاً أكفكـف عبـرة
كذي العتب مهجوراً وليس بذي عتب
كأن فـؤادي حيـن يذكـر بيتهـا
مريض وما بي من سقام ولا طـب
أحاذر بعد الدار والقـرب شاعـف
فلا أنـا مغبـوط ببعـد ولا قـربٍ
احن إلى نجد
انه المجنون الذي من حول الشعر العربي كله عزل بغزل
قال الوالبي عن أبي مسكين أنه رأى بموضوع يقال له بئر ميمون فتى يريد أن يرمي ينفسه فسال عنه ، فقيل هذا مجنون عامر أخرجه ابوه إلى هذا الجبل يستقبل الريح التي تهب من ناحية نجد، ويكره أن تخليه فيرمي ينفسه من الجبل ، ناحية نجد،فتقدم إليه فلعله ينزل من الجبل، قلت نعم ، فدنوت منه ،فقالوا يا ابا المهدي هذا رجل قدم من ناحية نجد ، قال تنفس الصعداء حتى ظننت أن كبده تصدعت ، ثم جلس يسالني عنها وعن بلاد نجد ، فأقبلت احدثه واصف له ، وهو يبكي أشد بكاء واوجعه للقلب ويقول:
خليلي مرابي على الابرق الفـرد
وعهدي بليلى حبذا ذاك من عهـدِ
الا يا صبا نجد هجت مـن نجـدِ
فقد زادني مسراك وجداً على وجدِ
إذا هتفت ورقاء في رونق الضحى
على فنن غض النبات من الرنـد
بكيت كما يبكي الوليـد ولـم أزل
جليداً وابديت الذي لم اكـد ابـدي
إذا وعدت زاد الهوى لانتظارهـا
وإن بخلت بالوعد مت على الوعد
وإن قربت داراً بكيت وإن نـأت
كلفت فلا للقرب أسلوب ولا البعد
أحن الـى نجـد وطيـب ترابـه
وأرواحه إن كان نجد على العهـدِ
وقد زعموا أن المحـب إذا دنـا
يمل وأن الناي يشفي من الوجـدِ
بكل تداوينـا فلـم يشـف مابنـا
على أن قرب الدار خير من البعدِ
علي أن قرب الدار ليـس بنافـعٍ
إذا كان من تهواه ليـس بـذي ودِّ
زخر تاريخنا الشعري بالارث المجدي وليت هذه الارث اختراعات واكتشفات ولكن كان الذي كان انه الشعر الذي ضيع شباب الامه الاسلاميه والتوجد والحب الذي لا ينتهي الى حد
ننتقل الى المبدع الصغير(الأصمعي الصغير) انه محمد بن سليمان التلمساني (661 - 688هـ)
الذي مات في السابعة والعشرين من عمره وهو صاحب المقطوعه الغزليه الرقيقه الرائعة، والتي يعتبرها البعض اجود ماقيل بالغزل :
لا تُخفِ ما صنعت بك الاشواقُ
واشرح هـواك فكلنـا عشـاقُ
فعسى يعينك من شكوت له الهوى
فـي حملـه فالعاشقـون رفـاقُ
وهنا ننتقل الامير الفارس الشاعر العذب ابو فراس الحمداني ، اسرة الروم فكتب وهو في الاسر رسائل شعرية عرفت بـ" الروميات" كانت درة من درر الشعر العربي .
وهنا نورد هذه القصيدة من عيون الشعر العربي غنتها "ام كلثوم" ولها وقع جميل في ذاكرة كل من سمعوها
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
أما للهوى نهي عليـك ولا أمـرٌ
بلى ، أنا مشتاق وعنـدي لوعـةٌ
ولكن مثلـي لا يـذاع لـه سـرُّ
إذا الليل اضواني بسطت يد الهوى
وأذرفت دمعاً من خلائقـه الكبـرُ
تكادُ تضيء النار بين جوانحـي
اذا هي أذكتها الصبابـة والفكـرُ
معللتي بالوصل ، والموت دونـهُ
إذا بت ظماناً فـلا نـزل القطـرُ
حفظت وضيعـت المـودة بيننـا
وأحسن من بعض الوفاء لك الغدرُ
وفيت وفي بعض الوفـاء مذلـةٌ
لإنسانة في الحي شيمتها الغـدرُ
تسائلني: من أنت وهـي عليمتـةٌ
وهل بفتى مثلي على حاله نكـرُ
فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى
قتيلك! قالت :ايهم ؟فهـم مكثـرُ
الموت من هذا السؤال
فقلت لهـا: لـو شئـت لـم تتعنتـي
ولم تسالي،عني وعنـدك بـي خبـرُ
فقالت :لقد أزرى بـك الدهر بعدنـا
فقلت:معاذ الله ،بـل انـت لا الدهـرُ
وما كان بالأحـزان لـولاك مسلـك
الى القلب لكن الهـوى للبلـى جسـر
سيذكرنـي قومـي إذا جـد جـدُهُـم
وفـي الليلـةِ الظلمـاءِ يفتقـدُ البـدرُ
ولو سد اناس غيري ماسددت،اكتفوا به
وما كان يغلو التبرُ لو نفـق الصبـرُ
ونحـنُ أنـاسٌ لا تـوسـط بينـنـا
لنا الصـدرُ دُونَ العالميـنَ أو القبـرُ
المفروض هذه الابيات تخلد لما فيها من وفاء للمرأة التي لا تحسن التعامل مع الوفاء الا بالغدر والنسيان واستبدال من كان بمن كان وهكذا ولكن كان الذي كان
ويقول قيس بن ذريح النائح الاخر على لبنى حبيبته التي مات من الشوق لها والهيام
يقول هذا العاشق الضائع مثله مثل كل الشعراء الذين حوول الشعر من الفخر الى العشق
يقول
إلى أشكو فقد لبنـى كمـا شكـا
الـى الله فقـد الولديـن يتـيـمُ
يتيم جفـاه الأقربـون فجسمـهُ
نحيـل وعهـد الولديـن قديـمُ
بكت دراهم من نايهـم فتهللـت
دموعي،فأي الجاز عيـن ألـومُ؟
أمستعبراً يبكي من الشوق والهوى
أم آخـر يبكـي شجـوهُ ويهيـمُ
تهيضني من حب لبنـى علائـق
وأصناف حب هو لهـن عظيـمُ
ومن يعتلق حـب لبنـى فـؤاده
يمت أو يعش ما عاش وهو كليمُ
فأني وإن إجمعت عنـك تجلـداً
على العهـد فيمـا بيننـا لمقيـمُ
وإن زمانا شتـت الشمـل بيننـا
وبينكـم فيـه الـعـد لمـشـومُ
أفى الحـق هـذا قلبـك فـارغٌ
صحيح وقلبي في هواك سقيـمُ!
وننتقل الى شاعر احببناه كثيراً لما في شعره من صدق واحساس
انه الشاعر صاحب الرسالة النائحه من مصر انه الشاعر :عمر الفارضيقول عمر الفارض
يا ساكني نجد امـا مـن رحمـة
لاسير إلـف لا يريـد سراحـا
كنت الصديق قبيل نصحك مغرماً
أرايت صبـاً يالـف النصاحـاً
إن رمت إصلاحي فإني لـم أرد
لفساد قلبي في الهوى إصلاحـا
ماذا يرد العاذلـون بعـذل مـن
لبس الخلاعة واستراح وراحـا
وهنا الأخطل الصغير يقول مالا نقول
دعونا نستمتع بروعة الابيات من شاعر بحجم الاخطل الصغير
الكثير منا لم يسمع بهذا الشاعر
يقول الاخطل الصغير
بلغوها اذا اتيتـم حماهـا
انني مت في الغرام فداهـا
واذكروني لها بكل جميـلٌ
فعساها تبكي علي عساها
واصحبوها لتربتي فعظامي
تشتهي أن تدوسها قدماهـا
ابو الطيب المتنبي ليسا شاعراً عادياً.
يكاد يكون شاعراَ استثنائياً ،فخلال التاريخ الشعري العربي يحظى المتنبي بنصيب وافر من الاشادة وكأن الشعر العربي اول من نظمه وقاله ابو الطيب المتنبي وكل هذا من شاعرية ابو الطيب التي لا يختلف عليها اثنان، فشعره وحياته وشخصيته تبقى حديثاً خصباً لمحبي الفصيح
وتبقى قصيدتة( واحرّ قلباه ) إحدى روائع الشعر العربي كقصيدة متكاملة تحوي فصولاً وأبياتاً أصبحت أمثالا دارجه على ألسنة الناس رغم مضي أكثر من احدى عشر قرن على خروجها ،
لذا انتقينا ما يهم موضوعنا من ابيات هذه القصيدة.
هذه المره في حب سيف الدوله وليسا معشوقه كما عهدنا الشعراء
يقول ابو الطيب المتنبي
واحر قلبـاه مـمـن قلـبـه شـيـم
ومن بحالي وجسمي عنده عـدم
مالي أكتم حباً قد بـرى جسـدي
وتدعي حب سيف الدوله الامـم
إن كان يجمعنـا حـب لغرتـه
فليت أنـا بقـدر الحـب نقتسـم
يا اعدل الناس الا في معاملتـي
فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
هذا بيت يكفي موضوعنا وهو حري ان يكون الفاصل بين العشاق وكأنه يشتكي ضيم العشاق
ننتقل الى شاعر أخر وهو على بن جهم
الذي اخرج لنا قصيدته( بين الرصافه والجسر)
التي صنفت من أفضل ما قيل في الغزل
هذا الشاعر الأعرابي الجاف الذي دخل على احد خلفاء بني العباس مادحاً :
"أنت كالكلب في وفائه"="وكالتيس في قراع الخطوب"
فقام عليه من كان عند الخليفه لكي يطردونه ولكن الخليفه شديد الفراسه وقال اتركوه ولكن اسكنه في اقصر الرصافه المشهور وبعد ان ترققت لغته وعذب شعره ترك لنا رائعته الشعرية
التي ظلت تتردد في زوايا الزمان والشعر وهنا نفرد لهذه الرائعة مساحه وأسعه لكي نستوعب ونتذوق الجمال والعذوبة والرقه وملما بأطرافهما
خليلـي مـا أحلـى الهـوى وأمـرهأعرفنـي بالحلـو منـه وبالمـرَّ ii!
كفى بالهوى شغلاً وبالشيب iiزاجـراً
لو أن الهوى ممـا ينهنـه iiبالزجـر
بما بيننا من حرمـة هـل iiعلمتمـا
أرق من الشكوى وأقسى من الهجر ii؟
و أفضح من عيـن المحـب iiلسّـره
ولا سيما إن طلقت دمعـة iiتجـري
وإن أنست للأشياء لا أنسـى iiقولهـا
جارتها : ما أولـع الحـب iiبالحـر
فقالت لها الأخرى : فمـا iiلصديقنـا
معنى وهل في قتله لك من عـذر ii؟
صليه لعل الوصل يحييـه iiوأعلمـي
بأن أسير الحب في أعظـم iiالأسـر
فقالـت أذود النـاس عنـه iiوقلمـا
يطيب الهـوى إلا لمنهتـك iiالستـر
و ايقنتـا أن قـد سمعـت iiفقالـتـا
من الطارق المصغي إلينا وما iiندري
فقلت فتى إن شئتمـا كتـم iiالهـوى
وإلا فخـلاع الأعـنـة iiوالـغـدر